الحسكة هي مدينة تقع في الشمال الشرقي من سوريا على نهر الخابور ونهر الجغجغ وهي مركز محافظة الحسكة السورية. وهي مدينة أشورية تعود إلى ما قبل الميلاد وكان اسمها نهرين. تتميز بخصب أراضيها و وفرة مياهها و جمال طبيعتها و كثرة مواقعها الأثرية، كما شهدت نهضة عمرانية حديثة كبيرة و اقيمت حولها مشاريع زراعية و صناعية عديدة. تبعد عن دمشق 600كم وعن مدينة حلب 400 كم وعن دير الزور 179 كم.
تاريخ
مدينة الحسكة تقع في منطقة غنية جدا بالمواقع والتلال الأثرية قامت بها أعرق وأقدم الحضارات في منطقة الجزيرة السورية وتحديدا موقع مدينة الحسكة الحديثة هو موقع المدينة الاثرية نهارين او نهرين (يقابلها على تل غويران مدينة يُعتقد أسمها شادي كاني )وعلى امتداد الاراضي في الحسكة يوجد ما يزيد على 800 موقع اثري يعود اقدمها إلى حوالى ثمانية الاف عام قبل الميلاد وبذلك تعد هذه المنطقة من سوريا من أقدم مناطق الحضارات.[1]
أما تاريخ المدينة المعاصر فقد بدأ في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وكانت عبارة عن موقع و ثكنة عثمانية اقيمت في تلك المنطقة لاهميتها الاستراتيجية وتمَّ بناء مركز لفرقة عسكرية وذلك عام 1907م (كانت تُعرف بالبغالة لأنهم كانوا يستخدمون البغال في التنقل)بُنيتْ في عهد السلطان عبد الحميد الثانيعام 1907م.،
وكان قبلهم بيت السيد عمسي قد جاء المنطقة وكانت داره قرب فندق الحمراء ورقم خانته 1 جاء المكان عام 1890م ولكن بعد عام 1907م تأتي مجموعة من القلعة مراوية وهم قوم من السريان الأرثوذكس يتكلمون العربية وينتمون إلى قرية (قلعة مرا) التي تقع إلى الشمال الشرقي من ماردين.وكانوا حوالي سبعة بيوت في الجانب الغربي من مركز الجيش التركي(البغالة) .كما كانوا يأخذون بضائعهم إلى القبائل العربية المنتشرة في محيطهم وكانت تلك القبائل تعيش بالقرب من موقع المدينة وكبرت مدينة الحسكة بتزايد القادمين اليها أيام سفر برلك استولى عليها لاحقا قوات الاحتلال الفرنسي أثناء فترة الانتداب الفرنسي على سوريا وبعد المجازر التي حدثت للأرمن والسريان والأشوريين والكلدان في تركيا العثمانية عام 1915م (مايُعرف بسفر بلك). هرب من بقيَّ على قيد الحياة إلى الشمال السوري (الجزيرة) وإلى العراق... ومن ذاك التاريخ بدأت تزداد بيوت الحسكة والقامشلي والدرباسية وعامودا وديريك.
في بداية العشرينيات من القرن الماضي تًصبح الحسكة بُليدة وكان معظم سكانها الاوائل من المسيحيين النازحين من الاراضي السورية المحتلة في الشمال والتي ضمت إلى تركيا كولاية ماردين و ديار بكر وغيرها ، ثم وفي وقت لاحق استوطن العرب البدو في اطراف المدينة ، وكذلك الاكراد الذين قدموا من جنوب تركيا ومن العراق ، كما وفد إليها مواطنون سوريون من مختلف المحافظات السورية الاخرى خاصة من محافظة دير الزور والمدينة في ازدهار مستمر . ( لمحة تاريخية عن أرض الحسكة.والمدينة وأحيائها قبل بناء حي الناصرة. خريف عام 1959م
الحسكة مدينة ومركز محافظة الجزيرة السورية. يمر بها نهر الخابور، يأتيها متعرجاً كأنهُ حية وديعة، والخابور باللغة الآرامية معناه رفيق الأرض. (خا.رفيق.بور. الأرض التي لم تفلح). والخابور فاعول من أرض خبرة وخبراء، وهو القاع الذي ينبت السدر. أو من الخبار. وهو الأرض الرخوة ذات الحجارة. وقيل فاعول من خبرات الأرض إذا حرثتها وفي المؤلفات البابلية والآشورية (شابوراس). منابعه من بلدة راش عينا. وقد أكد الرحالة والمؤرخين العرب أنهُ يوجد برأس العين ثلاثمائة عين ماء. ورأس العين تبعد عن الحسكة إلى الغرب الشمالي حوالي 84 كم.
الخابور أهم وأكبر أنهار بلاد ما بين النهرين. ومن بين فيضاناته المدمرة فيضان عام 1952م وفيضان 1969م حيث ارتفعت نسبة المياه فيه إلى 346 سم كان صباح يوم الجمعة في 24 كانون الأول من عام 1969م. ويرفد الخابور عدة أنهار ووديان أهمها نهر الزركان أو نهر صور:القادم من قرب ماردين وطول هذا النهر 95كم ونهر الجرجب الصغير وجرجب الكبير. ثمّ يأتي الحسكة من الشمال نهر الجغجغ وأسمتهُ الكتب القديمة (ميكدونيوس). وسمي كذلك بغدون أو مغدون أوالهرماس. منابعهُ قرب بلدة نصيبين. التي كانت أكبر الأكاديميات السريانية ومنها شاعر السريان، مار أفرام النصيبيني. وتقع شمال مدينة القامشلي. ويمر إلى الجنوب من وسط مدينة القامشلي، يسير في قرى عديدة منها تل الحمدي حيث يمر من شماله الغربي، ثم يسير حتى جنوب تل براك حيث ترفده أنهار موسمية مثل (السلاخ، والجراحي، والرد). ويمر من شمال قرية السيباط وبعدها قرى ومنها تل أسود ثمَّ قرية صفيا شمال الحسكة ب12 كم تقريباً، ثم خربة الياس وهنا ترفده الرجلة (رجلة عويج مجرى مياه موسمية قادمة من ماردين ). وقرية تل طويل محشوش ثم أم حجرة وتل طويل لبيت الياس بحي الدرويش، ثم من شرق بيوت متعب العباس ويكاد التل الذي يقع هناك هو آخر التلول التي تقع على طرفي وادي نهر الجغجغ. ثم يمر في غرب أراضي بيت ياسين العليوي ومن بعدهم بيت عطا الله الميخي، ثم غرب أراضي عبد المسيح نانو ومن غرب هذه الأرض وغرب النهر يقع تل حجر لبيت بولص ، ثم يسير نحو شمال وشرق مدينة الحسكة القديمة وهناك جسر عليه يؤدي إلى منطقة العزيزية، ويصب في الخابور جنوب شرقي الحسكة القديمة في أراضي داؤد موري (أجدا مراد هذا الرجل السرياني كان برتبة أجدان في الجيش الفرنسي وكانوا قد عينوه حاكما للحسكة)واسم المكان المخلط.،بعد أن يكون قد قطع 124كم .أما الدراسات الأثرية والجيولوجية تثبت وجود مدينة قديمة جاثمة تحت التراب.مدينة تعود بتاريخها إلى العهد السوباري والسومري والأكادي والبابلي والآشوري والآرامي وكان اسمها ( نهرين). أتمنى أن تأتي على إثبات كل ذلك الحفريات التي من المفترض أن تُجرى تحت الثكنة أي في تل الحسكة .وفي سفر حزقيال بالتوراة ورد وأنا بين المسبيين عند نهر خابور في أرضفي الإصحاح الأول يقول الكلدانيين). هذا ما جاء في الإصحاح الثالث الآية 15، وفي الإصحاح العاشر الآية 16 هناك عند نهر خابور يرى كيف يسير الكروبيم سارت البكرات بجانبها وسمي المكان (أبو بكر) وهو تل شرقي جنوب الحسكة وهو ملك لبيت السيد آسيا البنيبلي، والد الصديق منير آسيا. إذن أثناء رؤية حزقيال للرؤية كانت أرض الخابور للكلدانيين.
وفي عام 1984م حضرتُ في المركز الثقافي بالحسكة مع من حضروا إلى أحد علماء الآثار وكان بريطانياً اسمه دافيد اوتس، أستاذ علم الآثار في جامعة لندن، ورئيس البعثة للتنقيب عن الآثار في الجزيرة السورية حيث ألقى محاضرة عن موقع تل براك. وجاء على ذكر مدينة الحسكة فقال: تحت هذه المدينة توجد مدينة كان اسمها نهرين. وكانت آرامية وسميت نهرين للالتقاء نهر الخابور بالهرماس ( الجغجغ). وكان في عهد الملك كيش ميسيليم وقد حدد مكانها فقال: تقع تحت الثكنة العسكرية التي بنيت في عهد السلطان عبد الحميد 1907م أما هيكل الإله شمشو أو شمش، يقع تحت بناء كنيسة الكلدان الحالية، وقد عاينتها فهي مبنية من حجارة بيضاء تميل للصفرة. وأما قصر الملك ميسيليم يقع تحت بناء كنيسة السريان الكاثوليك شمال كراج النجمة للسفريات. ومقبرة المدينة كانت موجودة إلى الغرب من مركز البريد بالحسكة أي مكان بناية الأوقاف وغربها مبنى البلدية حالياً.وقال: نعتقد أن أهالي المدينة كانوا يهرولون بلباسهم الأبيض كل صباح وقبل طلوع الشمس إلى حيث هيكل الإله شمش. ـ وهذا يؤكد على عبادة الشمس ـ حيث يفصله عن المدينة وادٍ قليل العمق.